الثلاثاء، ٢٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

غزة رمز للعزة (10) (طوفان الأقصى) (5)

غزة رمز للعزة (10) (طوفان الأقصى) (5)
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤ - ١٣:٣١ م
57

غزة رمز للعزة (10) (طوفان الأقصى) (5)

الشهر الثاني من الحرب

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

فقد بدأت العمليات العسكرية البرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية ضد قطاع غزة مع أواخر الأسبوع الثالث من عملية طوفان الأقصى (في 27 أكتوبر 2023)، وقد تصدت كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية بقوة وثبات لقوات العدو المتوغلة في القطاع، ودارت بين الطرفين اشتباكات ومواجهات عنيفة استمرت لعدة شهور متواصلة؛ رغم أنها كانت بين قوتين غير متكافئتين تمامًا:

- فجيش الاحتلال الإسرائيلي جيش نظامي، وقد حشد أعدادًا ضخمة من جنوده بعد تعبئة واستدعاء لنحو 360 ألف من ضباط وجنود الاحتياط؛ إضافة إلى قواته الأساسية، وهو جيش مدجج بأحدث أنواع الأسلحة الحديثة في الترسانة الأمريكية لا يتوانى عن استخدامها جميعًا، بل واستخدام الأسلحة المحرم دوليًّا معها، ويمتلك أنواعًا متقدمة من الدبابات والمدرعات، والعربات المصفحة، والصواريخ ذات القدرات التفجيرية الكبيرة، وهو مدعوم بسلاح جوي قوي ومتطور يمهد له الطريق، ويوفر له دائمًا الغطاء الجوي خلال أي توغل له داخل القطاع.

وقد سبق بدء تلك العمليات البرية: القيام بغارات جوية مكثفة على شمال قطاع غزة لم تتوقف ليلًا ولا نهارًا، ولأكثر من أسبوعين؛ لإجبار أعداد كبيرة من سكان شمال قطاع غزة على الهجرة القسرية إلى وسط وجنوب القطاع هربًا من الهجمات الجوية الشرسة على المدنيين، والتي استهدفت كل ما على الأرض في القطاع؛ فكل منشأة أو مبنى أو بيت في شمال القطاع كان هدفًا للغارات الجوية؛ مما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير الكثير من المنشآت والمؤسسات والمباني والبيوت والمدارس والمساجد بلا تمييز؛ مما يعكس ما كانت عليه  قوات الاحتلال من عشوائية ووحشية في العدوان، ودليل الرغبة الإسرائيلية العارمة في الانتقام المبالغ فيه من سكان غزة ردًّا على الهجوم المفاجئ الصادم لحماس في السابع من أكتوبر.

فقوات الاحتلال لا تفرق بين المقاتلين من رجال المقاومة وبين أهالي غزة العزل؛ إذ في نظرهم سكان غزة حاضنين لحماس، خاصة وقد فضح هجوم حماس ما كان مستورًا من هشاشة في جهاز المخابرات الإسرائيلية وفي إجراءاتها الأمنية، وتسبب في قتل وجرح عددٍ كبيرٍ من جنود جيش الاحتلال في يوم واحد لم تعرفه من قبل، فأسقط بذلك هيبة الجيش الإسرائيلي التي ظل يروج لها طوال العقود الماضية ويستند إليها.    

- أما المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة "وفي مقدمتها: حماس"؛ فليست بجيش نظامي، وإذا قورنت بجيش الاحتلال الإسرائيلي فهي قليلة العدد، خفيفة التسليح، وما لديها من صواريخ فهي ذات مدى قصير ومتوسط، وذات قوة تفجير محدودة، وهي لا تمتلك أي دبابات أو مدرعات، وليس لها سلاح طيران، وفوق ذلك فكثير من أسلحتها وذخائرها هي صناعة محلية، صنعت في قطاع غزة رغم ضعف اقتصادها، والعزلة المفروضة عليها من خلال الحصار الإسرائيلي الصارم، ولكن أثبتت المقاومة الفلسطينية من خلال ما كبدته لقوات الاحتلال على مدار شهور القتال، ما عليه المقاومة من صلابة وثبات، كما أثبت الصمود البطولي لشعب قطاع غزة -في مواجهة الصلف والبطش للكيان الصهيوني، ومن خلفه الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا- مدى صلابة شعب غزة وعزته.

وتشهد لذلك خسائر العدو الكبيرة في العتاد والأعداد، والتي اعترف ببعض منها، وأخفى الكثير منها، رغم توثيق المقاومة الفلسطينية والعديد من المراسلين والإعلاميين لكثير منها.

ومن أمثلة ما تكبده العدو في مواجهة المقاومة الفلسطينية في شهر نوفمبر، الشهر الأول في الهجوم البري الضخم لجيش الاحتلال: 

أنه في يوم 3 نوفمبر:

- استهدفت المقاومة الفلسطينية آليات جيش الاحتلال المتقدمة تجاه محور صلاح الدين، وأصابت ثلاث منها؛ مما ترتب عليه انسحاب آليات العدو.

- كما قامت كتائب القسام بقصف تل أبيب ردًّا على استهداف العدو للمدنيين في غزة.

 وقد شهد هذا اليوم فيما شهد غارة جوية إسرائيلية على محيط منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، كما استهدفت مدفعية العدو محيط دوار التعليم وجامعة القدس المفتوحة ومحيط جامع زايد وشارع المنشية غرب غزة، كما قصفت مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة؛ هذا بينما قامت زوارق للعدو بإطلاق قذائفها تجاه شاطئ السودانية غرب غزة.

وقد أصدرت في هذا اليوم وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة الفلسطينية إحصائية تراكمية عن العدوان الإسرائيلي ذكرت فيها: أن عدد الشهداء بلغ 9485 شهيدًا، منهم: 2430 رجلًا، و3900 امرأة، و3155 طفلًا، ومن بينهم 572 مسنًّا. كان منهم: 2101 شهيدًا في شمال غزة، و4066 في غزة، و1462 بوسط القطاع، و1116 في خان يونس، و840 في رفح. أما شهداء الطواقم الطبية فقد بلغ عددهم 137 شهيدًا، بينما بلغ إجمالي الجرحى 24173 جريحًا.

وفي يوم 4 نوفمبر:  

- جرت اشتباكات عنيفة بين قوات جيش الاحتلال والمقاومة في محاور مختلفة قرب بيت حانون وإيرز شمال غزة. وقد ذكر موقع (واللا) العبري نقلًا عن جنود إسرائيليين مشاركين في القتال داخل غزة: أن مقاتلي المقاومة يقومون بالخروج من بين المباني المدمرة والأنفاق فيطلقون ما معهم من قذائف وصواريخ مضادة للدبابات ثم يختفون، مما يصعب مع هذا التكتيك في القتال رصدهم بالطائرات، وقد أطلق على هذا التكتيك اسم: (اللدغة).

- قامت كتائب الأقصى برشقة صاروخية على حشود للعدو شرق غزة (كفار عزة)، ووجهت عددًا كبيرًا من قذائف الهاون عيار 60 مم على مرابض الدبابات في محور الكرامة.

- وقد ذكر المتحدث الرسمي أن كتائب القسام قد دمرت 24 آلية عسكرية إسرائيلية في آخر 48 ساعة من القتال ما بين دبابات (الميركافا) ومدرعات النمر، وجرافات، وأن مقاتلي الكتائب يقاتلون العدو في محاور شمال غرب مدينة غزة وفي جنوبها، وفي بيت حانون.

- وقد أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 4 من جنوده، من بينهم ضابط (قائد سرية).

- تجددت الاشتباكات العنيفة في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

- وذكرت سرايا القدس أنها قصفت رشقات صاروخية تجاه عسقلان وسديروت، وكفار سعد، ونيرعام ومفلاسيم، والنقب الغربي.

وقد شهد هذا اليوم غارات إسرائيلية كثيفة على عددٍ من المناطق في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، منها: غارة على ساحة مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، والتي كانت تأوي نازحين من الأطفال والنساء الذين فقدوا بيوتهم بسبب القصف الإسرائيلي؛ مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات منهم.

وتواصل خلال هذا اليوم القصف المدفعي للعدو على شرق القرارة بمدينة خان يونس جنوب القطاع، كما قصف العدو بالمدفعية مناطق متفرقة في قطاع غزة، منها: حي تل الهوى في غزة قرب بوابة مستشفى القدس.

وذكر المتحدث باسم حركة حماس: أن قوات الاحتلال لا تتقدم بريًّا إلا على في المناطق التي سبق قصفها وهجرها أهلها، ورغم ذلك فهو يتكبد خسائر فادحة عند التقدم إليها، ويجبر على التراجع عنها. 

وقد ذكر مراسل قناة الجزيرة: أن العدو استهدف بغاراته منزلين في النصيرات ورفح بقطاع غزة أسفر عن سقوط 7 شهداء.

وقد قدم المكتب الإعلامي في غزة تعازيه لأسر 46 من الصحفيين والإعلاميين الذين قتلوا بعد استهدافهم بشكل مباشر بصواريخ جيش الاحتلال، ومنهم من هدمت منازلهم فوق رؤوسهم ورؤوس عائلاتهم، وقد ذكرت صحيفة أمريكية (نيويورك تايمز) أنه وفقًا لتحليل أجرته الصحيفة لصور الأقمار الصناعية وصور ومقاطع فيديو للضربة الإسرائيلية على مخيم جباليا المكتظ بالسكان يوم الثلاثاء الماضي تمت بقنبلتين زنة الواحدة منهما يفوق 900 كيلو جرام (أي: 2000 رطل).

وقد ذكرت وزارة الصحة في غزة: أن قوات العدو قد ارتكبت عشر مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيدًا، وأن 70 % من هؤلاء الضحايا هم من النساء والأطفال. وذكرت أيضًا: تلقيها 2200 بلاغًا عن مفقودين، منهم: 1250 طفلًا ما زالوا تحت الأنقاض، وأنه 150 استشهدوا من الطواقم الطبية وتم تدمير 57 سيارة إسعاف، وقد تعمد العدو استهداف 105 من المؤسسات الصحية وأخرج 16 مستشفى من الخدمة، وقد صارت المستشفيات في القطاع متكدسة بالجرحى من الحالات الحرجة والخطرة؛ يموت العديد منهم يوميًّا، كما أن قوات الاحتلال تتعمد إرهاب العاملين في المنظومة الصحية بقصف محيط المستشفيات.

وقد تعرضت منطقة بئر النجعة وامتداد شارع الاتصالات بجوار صالة الطيب شمال قطاع غزة لإطلاق قنابل فسفورية، ودخان بشكل كثيف.

في يوم 5 نوفمبر:

- قال وزير التراث الإسرائيلي وهو من حزب (عوتسما يهوديت = أي: القوة اليهودية) اليميني المتطرف (عميحاي إلياهو) في مقابلة صباح اليوم (الأحد) مع محطة الإذاعة الأرثوذكسية المتطرفة (كول باراما): إن إسقاط قنبلة نووية على غزة أحد الاحتمالات.

- أعلنت سرايا القدس: أن مقاتليها التحموا في اشتباكات مع قوة صهيونية متوغلة في منطقة الفراحين شرق خان يونس.

- اشتبكت المقاومة مع قوات العدو المتوغلة جنوب وشرق حي الزيتون بغزة في معارك ضارية.

- قصفت المقاومة قوات العدو المتوغلة جنوب مدينة غزة بقذائف الهاون.

- مجاهدو القسام يوقعون القوات المتوغلة شرق خان يونس في كمين محكم بعد استهدافها بقذائف الياسين 105، وسلاح القنص الثقيل والأسلحة المتوسطة، وقذائف الهاون؛ مما أدى إلى تدمير دبابتين للعدو، وعودة المجاهدين إلى قواعدهم بسلام.

- كتائب القسام تدمر آليتين للعدو متوغلتين في منطقة الفراحين شرق خان يونس بقذائف الياسين 105.

- كتائب القسام تدك قوات العدو المتوغلة شرق جحر الديك بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

- كتائب القسام تقصف تجمعًا للآليات المتوغلة غرب (إيرز) بقذائف الهاون.

- مجاهدو المقاومة تستهدف موقع مسكاف عام بالصواريخ الموجهة، ودمروا قسمًا من تجهيزاته الفنية والتقنية.

- ذكرت قناة 14 العبرية أنه تم إطلاق عدة صواريخ مضادة للدروع تجاه قوة من الجيش قرب موقع كيسوفيم بغلاف غزة.

- اشتباكات بين مقاومين وقوات للاحتلال متوغلة في الحي الشرقي بـ(جنين).

- إطلاق نار يستهدف قوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيلية.

- كتائب القسام تقصف مستعمرة سديروت برشقة صاروخية، وتقصف تل أبيب برشقة صاروخية جديدة ردًّا على المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.

- كتائب القسام تدمر دبابة للعدو متوغلة جنوب غرب تل الهوى بقذيفة الياسين 105.

وقد أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 9500 شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال.

وذكر الهلال الأحمر: أن هناك قصفًا مدفعيًّا شديدًا، وغارات جوية وأصوات انفجارات شديدة في محيط مبنى مستشفى القدس غربي مدينة غزة؛ مما أدى إلى إصابات في صفوف النازحين داخل المستشفى، وقد دمر الاحتلال عمارة تبعد 50 مترًا عن مقر مستشفى القدس.

طائرات العدو تقصف محيط المستشفى الإندونيسي، وأبراج مدينة الشيخ زايد شمال غزة، وتقصف بكثافة شرق المحافظة الوسطى، وشرق محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقصف مكثف من الزوارق الإسرائيلية لامتداد شارع الرشيد مقابل منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة، كما أطلقت الزوارق قذائفها على غرب دير البلح وسط القطاع.

وجددت طائرات الاحتلال قصف مسجد أبو الخير شرق جباليا شمال مدينة غزة، كما قصفت مسجد الدعوة شمال غرب النصيرات وسط قطاع غزة؛ هذا كله في ظل قطع الاتصالات والإنترنت كليًّا عن قطاع غزة بالتزامن مع القصف للأحياء السكنية مما يحجب مجازر العدو عن وسائل الإعلام وعن الرأي العام.

وقد ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي عن آثار العدوان أنه من يوم 7 أكتوبر حتى يوم 5 نوفمبر بلغ عدد الشهداء 9730 شهيدًا، وعدد الجرحى أكثر من 24 ألف، بينما تم تدمير أكثر من 200 ألف وحدة سكنية، منها 35 ألف وحدة دمرت تدميرًا كليًّا وأصبحت غير صالحة للسكن، بينما دمرت 165 ألف وحدة تدميرًا جزئيًّا، وهذا يمثل أكثر من 50% من الوحدات السكنية بالقطاع. وأنه تم استهداف 3 مستشفيات رئيسية (الشفاء وناصر للأطفال والقدس) بالقصف بتاريخ 4 نوفمبر، وتم تهجير 70 % من سكان القطاع قسرًا، حيث لجأ أكثر من 690 ألف نازح إلى 149 منشأة تابعة للأونروا، وإلى المستشفيات والمباني العامة ومراكز الإيواء ومعظمها غير مجهز بشكل كافٍ لتلبية احتياجات هؤلاء النازحين، ومنهم مَن التحق بعائلات مضيفة.

وقد تضررت 50 سيارة إسعاف تعطلت منها 31 سيارة عن العمل بشكل كامل، وأنه يواجه مئات الآلاف من سكان مدن غزة والمناطق الشمالية نقصًا حادًّا في الماء، وقد توقفت عن العمل 25 محطة لضخ مياه الصرف في مدينة غزة والمناطق الشمالية، وأنه تلوح في الأفق بوادر كارثة صحية وشيكة نتيجة للنزوح الجماعي واكتظاظ الملاجئ، ونتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للصرف الصحي، وقد تعرضت 42 منشأة تابعة للأونروا لأضرار؛ مما أدى على استشهاد 13 مواطنًا، وإصابة 195 آخرين من النازحين إليها، كما تضرر 55 مسجدًا وتضررت 7 كنائس جراء القصف.

في 6 نوفمبر:

- أعلن من مقتل النقيب (يائير عيدو) في القتال، وهو ابن أخ رئيس الحكومة الإسرائيلية، وهو قائد وحدة القناصة المتوغلة في قطاع غزة، وهو من أبرع القناصة في الجيش الإسرائيلي، وحائز على وسام أفضل قناص.

- صفارات الإنذار تدوي في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، والتي أصبحت خالية تقريبًا من السكان.

- كتائب القسام تدمر دبابة للعدو كانت قد توغلت في منطقة السلاطين شمال غرب بيت لاهيا بقذيفة الياسين 105.

- سرايا القدس تجدد استهدافها لتجمع آليات للعدو المتوغلة في محور شمال غرب وفي جنوب مدينة غزة بقذائف الهاون والرشقات الصاروخية المركزة، كما استهدفت موقعي الكاميرا، وكيسوفيم ومستعمرة كفار سعد برشقات صاروخية مركزة.

- قوات الشهيد عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تعلن أن مقاتليها دمروا إحدى الأليات للعدو شرق الزيتون، وعطلوا تقدم قواته على محاور شرق القطاع، وقتلوا أكثر من 20 جنديًّا للعدو في ليلة واحدة.

- صفارات الإنذار تدوي في عكا وكريات يام قرب حيفا، وشلومي، وكريات شمونة والناقورة، وكفار مسريك.

- تنفيذ إغارة على قوات الاحتلال المتمركزة شمال غرب مدينة غزة، وتدمير 6 دبابات بقذائف الياسين 105.

- كتائب القسام تقصف تجمعا لجنود العدو قرب (إيرز) بقذائف الهاون، وتستهدف قوة خاصة متحصنة في إحدى المباني.

- وقد خاضت المقاومة اشتباكات ضارية في عدة محاور: شمال غرب غزة، وشرق حي الزيتون، وجنوب غرب حي تل الهوى. وقد دمر مجاهدو القسام في محاور القتال خلال 48 ساعة الأخيرة كليًّا أو جزئيًّا 27 آلية عسكرية، كما دكوا القوات المتوغلة بعشرات من قذائف الهاون، والتحموا في اشتباكات مباشرة أسفرت عن خسائر محققة بقوات العدو.

- وقد دوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة في شتولا.

- وقد أعلنت سرايا القدس أنه تم عصرا تدمير آلية إسرائيلية بعد استهدافها بعبوة لاصقة وقذيفة أر بي جي في منطقة المقوسي.

- وقد أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها ردٌّ على جريمة اغتيال أحد قادة المقاومة في طولكرم قد قامت صباح الإثنين 22 ربيع الثاني الموافق 6 نوفمبر باستهداف حواجز الاحتلال الإسرائيلي في الضفة المحتلة والاشتباك معها في نفس المكان.

- وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم منذ بداية الحرب حتى السادس من نوفمبر إطلاق 8500 صاروخا على إسرائيل.

في يوم 8 نوفمبر:

- المقاومة تخوض اشتباكات عنيفة على أطراف مخيم جنين.

- كتائب شهداء الأقصى تستهدف بوابة (نتسانيعوز) وقوات الاحتلال المتمركزة على البوابة بوابل من الرصاص.

- تفجير عبوة بجنود الاحتلال وآلياته لدى مخيم جنين، وجرى اشتباك مسلح مع العدو من كافة تشكيلات المقاومة في المخيم.

- واشتباكات عنيفة في شمال غرب غزة وجنوب غرب غزة وشرق حي الزيتون وجحر الديك.

- تفجير عبوة ناسفة بآلية لجيش الاحتلال في مخيم بلاطة، وإلقاء مجموعة كبيرة من القنابل محلية الصنع تجاه قوات الاحتلال في مخيم بلاطة.

- كتائب القسام تدمر 6 آليات للعدو في شمال وغرب مدينة غزة، كما توقع قوة للعدو راجلة في كمين محكم في جحر الديك ويجهزون عليها بقذيفة أفراد من مسافة صفر.

- كتائب القسام تقصف مجددًا قاعدة رعيم العسكرية برشقة صاروخية، وقد صرَّح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10818شهيدًا من بينهم 4412 طفلًا، و2918 سيدة، و667 مسنًّا، وإصابة 26905 مواطنًا منذ السابع من أكتوبر، كما أن هناك 2650 بلاغًا عن مفقودين، منهم: 1400 طفل تحت الأنقاض منذ بدء العدوان.

إسرائيل تتصدع من الداخل:

مع نهاية شهر نوفمبر بدا واضحًا أن إسرائيل تعاني من تصدع غير عادي نتيجة عملية طوفان الأقصى وتداعياتها، والحرب المشتعلة في قطاع غزة؛ فقد انتابت إسرائيل فجوة عميقة مع اهتزاز الثقة في جيشها وسقوط أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر مرة أخرى، كما سقطت من قبل في حرب أكتوبر 1973؛ كانت الثقة في الجيش تعني الشعور بالأمان والاستقرار والحماية من كافة الأخطار المحيطة، وتجعل إسرائيل دولة جاذبة للمهاجرين الجدد من اليهود، فوفدت إلى إسرائيل عبر العقود الأخيرة مئات الألوف من اليهود المهاجرين من جنسيات مختلفة، انعكس أثرها على الاقتصاد الإسرائيلي، كما ساهم ذلك في تدفق رؤوس أموال للاستثمار في إسرائيل، كما استفادت السياحة في إسرائيل من هذا الأمان والاستقرار؛ لذا تمادت إسرائيل في بناء المستوطنات في ظل سيطرة اليمين المتطرف الإسرائيلي على دفة الحكم.

وسرعان وفي أسابيع قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة أن تغيرت الأوضاع كثيرًا بعد نجاح المقاومة الفلسطينية في اختراق كل الدفاعات التي أقامها الجيش الإسرائيلي ودخول المستوطنات واحتجاز أسرى كثيرين دون حركة رد سريعة من الجيش أو الأمن الإسرائيلي، فدب الشك في مدى القدرات الأسطورية المزعومة للجيش الإسرائيلي، وهو يتلقى صفعة طوفان الأقصى، ويفشل رغم كل إمكانياته العسكرية الكبيرة ومظاهر قوته في التصدي للمقاومة الفلسطينية ذات الإمكانيات العسكرية المحدودة، ويفشل عبر أسابيع وشهور في القضاء عليها أو كسرها، أو التخلص من قادتها ورؤوسها، أو أن يقهر صمود أهل غزة وإصرارهم على التمسك بأرضهم رغم كل الضربات الموجعة الموجهة إليهم، وتحملهم أوضاع هي في غاية في الصعوبة ولا يتحملها بشر.

وقد بدى التأثر الشديد واضحًا على الاقتصاد الإسرائيلي من جراء عملية طوفان الأقصى والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فالثقة في الحكومة صارت مفقودة، والمطالبة بالتغيير صارت معلنة، ولا يمنعها إلا استمرار الحرب، وإلا فنهاية الحرب تعني إسقاط الحكومة وتعرض قادتها للمحاكمة للتحقيق والمحاسبة على جملة أخطائها التي وقعت فيها يوم طوفان الأقصى وحربها على غزة وفشلها الذريع في مواجهة حماس وقادتها؛ إذ مالت استطلاعات الرأي إلى أنه لم تعد الفئة الحاكمة من اليمين المتطرف صالحة للاستمرار في الحكم، وأن إسرائيل في حاجة إلى نخبة أكثر احترافية في قيادة الدولة.

وقد شهدت إسرائيل موجات متتالية من الهجرة الجماعية إلى خارج إسرائيل من مئات الألوف من اليهود خاصة الذين يحملون جنسيات مزدوجة والذين كانوا مقيمين فيها فغادروا البلاد خوفًا على حياتهم بعد أن هددتهم وأفزعتهم صواريخ المقاومة الفلسطينية، وقد هاجرت حوالي 25% من العمالة الوافدة على إسرائيل، كما أن كثيرًا من رؤوس الأموال هربت أيضًا من إسرائيل، وتراجعت السياحة بشدة وانهارت عمليًّا.

وعليه فقد انهار الشيكل (العملة الإسرائيلية) في مواجهة الدولار الأمريكي، فقد كان الشيكل يمثل 75% من الدولار الأمريكي، فأصبح الشيكل بعد 50 يومًا من الحرب لا يزيد على 5و22% من الدولار؛ مما جعل البنك المركزي الإسرائيلي يتوقع حدوث انخفاض لنمو الاقتصاد الإسرائيلي، والذي يقدر حجمه بنحو 500 مليار دولار، ما بين 3و2% إلى 3 %.

وقد حذرت وكالات التصنيف الائتماني من خفض تصنيف إسرائيل لأول مرة، كما تعرضت إسرائيل لخسائر كبيرة عسكرية ومدنية من جراء الحرب على غزة، نتيجة تكلفة الحرب ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية ونقص العمالة نتيجة خروج مئات الألوف؛ مما تسبب في تخفيض 8% من قوة العمل، وبالتالي تقليل حجم الإنتاج نتيجة مشاركة عدد كبير من ضباط وجنود الاحتياط في الحرب في غزة عقب إعلان التعبئة واستدعائهم.

وهذه التكلفة الكبيرة تستنزف قدرًا كبيرًا من الموارد والاحتياطي الأجنبي للاقتصاد الإسرائيلي، وإن كانت تجد العوض من الداعمين والمانحين؛ لقد تكشفت الحقيقة أمام الجميع أن إسرائيل دون الدعم الأمريكي والغربي لن تستطيع الدخول في أي مواجهة عسكرية حتى لو كانت صغيرة؛ أي: أن عملية الأقصى أعادت إسرائيل إلى التبعية الأمريكية بعد ما كانت ظنت أنها اتخذت خطوات للتحرر منها.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة