الأربعاء، ١ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٠٨ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

هؤلاء هم سلفنا.. أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- (خطبة مقترحة)

هؤلاء هم سلفنا.. أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- (خطبة مقترحة)
سعيد محمود
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١١ - ١٣:٥٨ م
3568
هؤلاء هم سلفنا.. أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- (خطبة مقترحة)
22-جماد ثاني-1432هـ   25-مايو-2011      

كتبه/ سعيد محمود

مقدمة في بيان أن الدعوة السلفية قامت على أصول ثلاثة عظيمة، وهي:

الأصل الأول: المنهج الرباني: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا(المائدة:3).

الأصل الثاني: شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتفانيه في الدعوة: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ.. ) (المدثر:1)، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(الحجر:99).

الأصل الثالث: الصحابة الذين رباهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على منهج الله، وهم الذين نقلوا الدين إلى الخلق بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ...(البقرة:137).

- بيان أن أعداء الدين مِن المبتدعة والمنافقين والكفرة، يحاولون هدم الدعوة الإسلامية مِن خلال هدم الأصل الثالث من أصولها، بعد فشلهم في محاولتهم في الأصل الثاني من قبل.

1- تزكية الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لهم:

- قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(الفتح:29)، والإشارة إلى أن الكتب السابقة أشارت إلى فضلهم.

- وقال -تعالى-: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(الحشر:8)، والإشارة إلى الهجرة وفضلها.

- وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(الحشر:9)، والإشارة إلى فضل المدينة وأهلها.

- أفضل الناس بعد الأنبياء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ...(متفق عليه).

- أمان للناس من العذاب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ(رواه مسلم).

- المؤمنون يدعون لهم ويستغفرون، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(الحشر:10).

2- التحول العجيب والتحمل الفريد:

لم يكن تحولهم عن دين الآباء والأجداد أمرًا ميسورًا، سواء فيما يتعلق بطبيعة النفوس في هذا الزمان، أو فيما كان يحيط بكل من أراد الإسلام من المخاطر العظيمة.

"
إن أعداء الدين مِن المبتدعة والمنافقين والكفرة، يحاولون هدم الدعوة الإسلامية مِن خلال هدم الأصل الثالث من أصولها وهم الصحابة
"

أمثلة في إيجاز: "إسلام عمر -رضي الله عنه-، إسلام عثمان -رضي الله عنه-، ومصعب وصهيب وغيرهم -رضي الله عن الجميع-".

- تحملهم الفريد للإيذاء في سبيل الله -تعالى-، عن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً، وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ لَقِينَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَدْعُو اللَّهَ؟! فَقَعَدَ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: (لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ...(رواه البخاري).

- وعن سعيد بن جبير -رحمه الله- قال: "قلت لابن عباس -رضي الله عنهما-: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟" قال: "نعم والله".

3- مشاهد مِن تضحياتهم:

أولاً: التضحية بالنفس: قول عائشة: "يا رسول الله، كلنا نكره الموت"، (كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ. وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ)(القيامة:26-28).

- أبو بكر -رضي الله عنه- سيد قومه، يضرب بالنعال حتى يُغشى عليه، وهو يدافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- خباب بن الأرت -رضي الله عنه- تُحْمَى له المسامير مِن تحت ظهره؛ ليعذب بها.

- آل ياسر يعذبون بالبطحاء، وتكون أم عمار أول شهيدة في الإسلام.

- عمير بن الحمام يستعجل الشهادة يوم أحد: "والله إنها لحياة طويلة حتى آكل تمراتي هذه".

- شهادة الأعداء لهم، قال أبو سفيان -رضي الله عنه- قبل إسلامه: "ما رأيت أحدًا يحب مثل ما يحب أصحاب محمد محمدًا -صلى الله عليه وسلم-.

ثانيًا: التضحية بالمال والجاه:

- بيان أهمية المال وحب الإنسان له؛ (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا(الفجر: 20)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...(الكهف:46).

- صهيب الرومي يترك ماله كله للمشركين لقاء أن يتركوه يهاجر إلى المدينة، وفيه نزل قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(البقرة:207)، وقال له -صلى الله عليه وسلم-: (رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى(رواه الحاكم وابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الحلية، وأشار إلى صحته الشيخ أحمد شاكر).

مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يهاجر ويترك المال والغنى والجاه، ويؤثر الفقر في الإسلام، حتى إنهم لم يجدوا له ما يكفن فيه يوم قتل، ولما مر به النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...(الأحزاب:23).

ثالثًا: التضحية بالأهل والولد والوطن:

- بيان شدة هذا الأمر على النفوس: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ(رواه البخاري).

- أبو سلمة يهاجر، ويترك أرضه وولده وزوجه بعد ما حال المشركون بينه وبينهم؛ ليردوه.

خاتمة: "كانوا أحرص الناس على الخير":

- عكاشة بن محصن -رضي الله عنه- يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب؛ فيقول -على الفور-: "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ" (متفق عليه).

- المرأة "أم حرام بنت ملحان" -رضي الله عنها- تسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر رجالاً من أمته سيركبون البحر غزاة في سبيل الله، فتقول -على الفور-: "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ" (متفق عليه). أكثر مِن ثلاثين سنة.

- كلهم يحرصون على درجة: (يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ(متفق عليه)، لمن سيحمل الراية يوم خيبر، فكلهم يتمنى أن يعطى الراية؛ لأجل هذه الدرجة، لا الإمارة نفسها!

Www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة