الجمعة، ٢٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٣١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل فعل المعاصي يحبط الحسنات؟

السؤال: هل فعل المعاصي يحبط الحسنات السابقة؟

هل فعل المعاصي يحبط الحسنات؟
الاثنين ٠٩ يناير ٢٠١٢ - ٢٢:٣٥ م
1204

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهناك مِن المعاصي ما يحبط ما سبق من الحسنات على قدر هذه المعصية، كما قال -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات:2)، وقال -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (النساء:264).

فهناك مِن الذنوب ما يحبط أعمالاً سابقة، وهناك ما يقوم قدر عقابه عند الله ما يوازي سنين عبادة، وفي الأثر الذي حسنه بعض العلماء وصححه بعضهم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَاهِبًا عَبْدَ اللهَ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ إِلَى جَنْبِهِ، وَنَزَلَ إِلَيْهَا فَوَاقَعَها سِتَّ لَيَالٍ، ثُمَّ سَقَطَ فِي يَدِهِ فَهَرَبَ، فَأَتَى مَسْجِدًا، فَأَوَى فِيهِ ثَلاثًا لا يَطْعَمُ شَيْئًا، فَأُتِيَ بِرَغِيفٍ فَكَسَرَهُ فَأَعْطَى رَجُلا عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ، وَأَعْطَى آخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَهُ، فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِ مَلِكَ الْمَوْتِ فَقَبَضَ رُوحَهُ فَوُضِعَتِ السِّتُّونَ فِي كَفَّةٍ وَوُضِعَتِ السِّتَّةُ فِي كَفَّةٍ فَرَجَحَتْ -يَعْنِي: السِّتَّةَ- ثُمَّ وُضِعَ الرَّغِيفُ، فَأَرْجَحَ" (رواه ابن أبي شيبة والبيهقي، وقال الألباني: صحيح موقوف).

فسبحان الله! قد يكون هناك مِن الذنوب ما يبطل بالمقابلة عبادة سنين طويلة -فالله -عز وجل- أعلم، ونسأل الله العفو والعافية-.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي