الخميس، ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل يدخل الشيوخ الذي يركبون السيارات في قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ... )؟

السؤال: 1- يقول رب العالمين: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء:27)، فمن هم المبذرون؟ وهل يجوز أن يركب أحد الشيوخ سيارة، وكذلك يأكل أفضل الأكل ويعيش في أفضل البيوت ويعيش حياة سهلة، ويكتسب بدينه ويأخذ مئات الآلاف من الفضائيات ويبذر على نفسه، وفي نفس الوقت الآلاف من البشر وخاصة الأطفال من جيرانه وأقاربه ومعارفه يعيشون حياة الجوع والمرض؟ ألم يوصي جبريل الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالجار حتى ظن الرسول انه سيورثه؟ ألم يفرض عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على نفسه الجوع والعطش حتى إنه ربط بحجر على بطنه وذلك في عام الرمادة أم أن الدين يبيح أن يعيش الفرد في رغد ضاربًا عرض الحائط بالفقراء والمساكين؟ ألا يجب أن يكون الدعاة هم أكثر الناس زهدًا في الدنيا ومساعدة للفقراء؟ وهل يحق أن يعيش دعاة الدين في تبذير والناس يعيشون البؤس؟ وهل تتوقف مهمة الدعاة على الأقوال أم أن الأفعال هي جزء من أعمالهم؟ هل الدين الإسلامي هو فقط كيف أسلِّم على الناس وكيف أمشي وألبس فقط؟ أليس في ديننا كيف ننتشل الفقراء من فقرهم؟ هل يجوز في ديننا أن أكون مليونيرًا وجاري جوعان وابن جاري ينام في الشارع؟ وما هو حد مسئولية الدعاة عن حياة الناس وأكلهم وشربهم؟ 2- ما هي مسئولية الحاكم عن فقر شعبه؟ وهل في ديننا أن رئيسنا يعيش في قصر والشعب تحت الكباري؟ سمعت عن الشيخ أبي الأعلى المودودي قولاً لست واثقًا منه يقول فيه: "إن المبذر هو من يملك ما ليس في حاجته ويمنعه عمن في حاجته"، ولكني أطلب من فضيلتكم أنتم تفسيرًا للمبذر.

هل يدخل الشيوخ الذي يركبون السيارات في قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ... )؟
السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣ - ٢١:١٦ م
1377

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالمبذر هو الذي ينفق ماله فيما حرَّم الله ولو جنيهًا واحدًا، أو من ينفق على فضول المباحات حتى يعجز عن أداء الواجبات كسداد ديونه الواجبة ونفقات أهله وأقاربه الواجبة وحقوق جيرانه الواجبة كأن يكونوا جائعين مضطرين وليس عندهم ما يسد جوعهم أو يستر عوراتهم وهو يعلم بهم وليس لهم مصدر آخر لسد ضرورتهم كزكاة واجبة أو صدقات من غيره؛ فإذا أدى ما عليه وعاش عيشة فيها سعة بالتوسع في المباحات كأنواع السيارات والأطعمة والأشربة -كما ذكرتَ- فهذا خلاف الأولى.

كما أن أخذ الأجرة على تعليم الناس العلم ينقص من ثواب المعلِّم، وربما كان آثمًا إذا امتنع من تعليم العلم الواجب المتعين عليه إلا بأجرة، ولا يجوز أخذ الأجرة على مجرد الوعظ.

2- الحاكم مسئول عن توفير الكفاية لشعبه بجمع الأموال الواجب جمعها شرعًا وإنفاقها في وجوهها المشروعة، ونصح الناس وأمرهم بما عليهم من إخراج زكاة أموالهم الباطنة التي لا يستطيع معرفتها وجمعها؛ فإذا أدى كل ما عليه ولم يكفِ في إغناء الفقراء في احتياجاتهم؛ فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وليصبر الناس وليصبر هو معهم حتى يجعل الله لهم فرجًا.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي