السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

آل البيت بين السنة والشيعة (خطبة مقترحة)

نحب الصحابة ونحب آل البيت من غير حصر لعدد منهم، ونوالي الصحابة جميعًا الذين قام الإسلام على أكتافهم، وقد عاشوا مع آل البيت متحابين متعاونين، وما أصدق ما وصفهم الله به جميعًا في سورة الفتح

آل البيت بين السنة والشيعة (خطبة مقترحة)
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٣ - ١٨:٥٢ م
2177
12-رجب-1434هـ   21-مايو-2013      

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الغرض من الخطبة:

كشف وفضح الشيعة الرافضة في قضية آل البيت، وبيان انحراف عقيدتهم في ذلك.

المقدمة:

ـ الافتتاح بحديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَمَّا بَعْدُ، أَلا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ) فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: (وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي(رواه مسلم).

ـ الإشارة إلى أن قضية "محبة آل البيت" من الأمور التي تُزايد من خلالها الشيعة على مشاعر المسلمين.

ـ الإشارة إلى أننا من خلال بيان عقيدة أهل السنة وطريقتهم في آل البيت سنكشف كذب الشيعة، وسيظهر عظيم قدر الإساءة منهم إلى آل البيت، وأن آل البيت منهم براء.

1- مَن هم آل البيت؟

ـ مجمل تعريف آل البيت عند أهل السنة: "هم كل مَن تربطهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- صلة نسب أو سكنى أو قرابة، ومات على الإيمان".

ـ أما النسب: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(الأحزاب:33)، فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ، وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا). قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: (أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

ـ وأما السكنى "زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-": قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) بيْن الآيات التي تتحدث عن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً . وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا . يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا . وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا . يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا(الأحزاب:28-34).

وعن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه-: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(رواه البخاري).

ـ وأما القرابة: ففي حديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- المتقدم "قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ" (رواه مسلم).

2- من فضائل آل البيت ومناقبهم:

- إرادة الله لهم -إرادة شرعية- الإنابة وإدامة العمل الصالح، ومنحهم الدرجة الكريمة في الدنيا والآخرة: قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(الأحزاب:33).

ـ أمر الله بالصلاة عليهم: قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(رواه البخاري).

ـ وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بهم وبمحبتهم: قال: (أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي(رواه مسلم)،. وقال -تعالى-: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى(الشورى:23)، على تفسير: أنها وصيته لأمته بعدم الإساءة إلى آل بيته.

من مناقب بعض آل البيت:

ـ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي(متفق عليه).

ـ وقال في فاطمة -رضي الله عنها-: (أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ(متفق عليه).

ـ وقال في الحسن والحسين -رضي الله عنهما-: (الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

ـ وقال في ابن عباس: (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ(متفق عليه)، وفي رواية: (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ(رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني).

ـ وقال في عائشة -رضي الله عنها- عندما سأله عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: (عَائِشَةُ(متفق عليه).

- وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حفصة -رضي الله عنهما-: (قالَ لِي جِبْرِيلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الجَنَّةِ(رواه الحاكم، وحسنه الألباني).

3- الشيعة وآل البيت:

ـ حصروهم في الابنة الصغرى للنبي -صلي الله عليه وسلم- فاطمة وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين -رضي الله عنهم-، وتسعة من نسل الحسين من زوجته الفارسية، ويخصونهم بصفات سبق الكلام عنها (انظر خطبة: أيتها الشيعة الرافضة لكم دينكم ولنا دين "1").

ـ أخرَجوا بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- الأخريات من بيت النبوة: يذكر "حسن الأمين" الشيعي: "ذكر المؤرخون أن للنبي -صلى الله عليه وسلم- أربع بنات، ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلاً على ثبوت بنوة غير الزهراء منهن، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد -صلى الله عليه وسلم- (دائرة المعارف الإسلامية الشيعية - نقلاً عن "هم العدو فاحذرهم لشحاتة صقر").

ـ أخرجوا أمهات المؤمنين "زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-" من آل البيت وسبوهن بأقبح الألفاظ: بناءً على العقيدة الفاسدة في الطعن على أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، والله -تعالى- يقول فيهن: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ(الأحزاب:6)، وقال لهن: (إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) على ما تقدم.

ـ أخرجوا كثيرًا من قرابات النبي -صلى الله عليه وسلم- من آل البيت لموالتهم الصحابة: فيروون كذبًا عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: "اللهم العن ابني فلان -يعني عبد الله وعبيد الله ابني العباس- وأعمِ أبصارهما كما أعميت قلوبهما، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما" (رجال الكشي ص52 تحت عنوان: دعاء علي بن أبي طالب على عبيد الله وعبد الله ابني العباس).

ـ أهانوا الحسن -رضي الله عنه- حيث قطعوا الإمامة المزعومة من أولاده وجعلوها في أولاد الحسين -رضي الله عنه- من زوجته الفارسية.

ـ غلو في آل البيت فخصوهم بصفات لا تكون إلا لله: فيروون كذبًا عن أبي جعفر الصادق: "إن الله خلق أول من خلق محمدًا وفاطمة وعليًّا، ثم خلق الخلائق جميعًا وفوض أمرهم إلى هؤلاء الثلاثة!" (الكافي للكليني).

ويروون كذبًا حديثًا قدسيًّا: "يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما!" (بصائر الدرجات وبحار الأنوار). وفي أصول الكافي: "باب أن الأئمة نور الله -عز وجل-" (يشير الخطيب إلى أن إحصاء صور غلوهم في آل البيت "الأئمة" عندهم لا تُعد ولا تحصى، فكُتبهم وأقوالهم وأفعالهم إلى هذه الساعة تطفح بالشرك والخرافة!).

ـ صورة من غلوهم: "دعاء حلال المشاكل - استغاثة بعلي!":

"يا أبا الغيث أغثني... سيدي أنت منائي... سيدي أنت رجائي... لك أخلصت ولائي... يا محل المشكلات... سيدي أنت سندي... سيدي أنت عمادي... في مماتي ومعادي... يا محل المشكلات!".

حكاية طريفة: "زار أحد الأخوة مكتبة شيعية فجاءت امرأة شيعية و طلبت من البائع كتاب "حلال المشاكل" فقال لها: عن ماذا يتحدث هذا الكتاب؟ فشرحت له الفكرة والدعاء. يقول: فقلت لها: سبحان الله! تعتقدين أن عليًّا لم يحل مشكلته مع أبي بكر وعمر، وتريدينه أن يحل مشكلتك؟! فقالت لي: اصمت! قال: والحمد لله أنني لم أصب منها بأذى" (نقلاً عن: "ثم أبصرت" لمحمد الخضر).

ـ أل البيت منهم براء في الدنيا والآخرة: (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ(الأحقاف:6).

ـ أل البيت منهم براء كبراءة المسيح من النصارى: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(المائدة:116ـ117).

ـ زعموا العداوة بين الصحابة وآل البيت، وأن إمامهم الأخير سيعود لينتقم لآل البيت من الصحابة! (انظر خطبة: أيتها الشيعة الرافضة لكم دينكم ولنا دين "1").

4- المحبة المتبادلة بين الصحابة وآل البيت:

ـ محبة أبي بكر -رضي الله عنه- لآل البيت: قال لعلي -رضي الله عنه- يومًا: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إليَّ من أن أصل قرابتي".

ـ محبة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لآل البيت أكثر من آل بيته: قال للعباس -رضي الله عنه-: "والله إن إسلامك أحب إليَّ من إسلام أبي لو أسلم؛ لأن إسلامك أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

ـ زيد بن ثابت (العالم) ومحبة ابن عباس (التلميذ) إكرامًا لآل البيت: "قُرِّبت لزيد بن ثابت بغلة ليركبها فأخذ ابن عباس بركابها، فقال زيد له: خلِّ عنك يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء، فقبَّل زيد يده وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل البيت!".

ـ توقير الصحابة للعباس والاستسقاء بدعائه مع وجود مَن هو أفضل منه فيهم؛ إكراماً لآل البيت: روي البخاري بسنده: "أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ".

ـ شهادة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال: "والله لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فما أرى اليوم شيئًا يشبههم، لقد كانوا يصبحون صفرًا شعثًا غبرًا بيْن أعينهم كأمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدًا وقيامًا يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين".

ـ مصاهرات متبادلة بين الصحابة وآل البيت: زوَّج علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم الكبرى لعمر بن الخطاب، وسمى أبناءه -من زوجاته غير فاطمة- بأسماء الخلفاء، فسمى أبا بكر وعمر وعثمان.

5- خاتمة: محبة المسلمين للآل والأصحاب:

عقيدتنا: نحب الصحابة ونحب آل البيت من غير حصر لعدد منهم، ونوالي الصحابة جميعًا الذين قام الإسلام على أكتافهم، وقد عاشوا مع آل البيت متحابين متعاونين، وما أصدق ما وصفهم الله به جميعًا في سورة الفتح فقال: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(الفتح:29)، وفي قوله -تعالى-: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(الحديد:10).

وهل يخلف الله وعده؟!

فاللهم احشرنا مع نبيك وأصحابه الطاهرين وآل بيته الصالحين.

انا السلفي

www.anasalafy.com