الاثنين، ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول قاعدة: الإلزام في التشريع العام بخلاف ما أنزل الله كفر أكبر

1-ذو القعدة-1434هـ 5-سبتمبر-2013 السؤال: قال بعض الناس: "إن قاعدة: الإلزام في التشريع العام بخلاف الشريعة وترك الحكم بغير ما أنزل الله يقتضي الكفر الأكبر" غير منضبطة، وليس فيها استحلال وزيادة ولا غير ذلك، والقرينة غير ظاهرة، وأنا أريد من فضيلتك الرد على هذه الشبهات من خلال ذكر الحكم الشرعي وترجيح فضيلتك في هذه الصور آتية الذكر. 1- رجل كلما أعجبته امرأة زنى بها، وكلما وقعت تحت يده امرأة جميلة يغتصبها، فهذا إلزام للغير فيما يقدر عليه فهل يكفر؟ 2- رجل يشترط في محله أو مصنعه أن تخلع كل محجبة الحجاب أو يحلق كل ملتح لحيه وإلا فصله، ويفعل ذلك فيما يقدر عليه فهذا إلزام للغير، فهل يكفر؟ 3- رجل يلزم كل بناته بترك الحجاب لأجل أن يتزوجن، وكذلك يلزم كل أولاده بحلق اللحية ويقسم عليهم أن يفعلوا ذلك فهل يكفر؟ 4- ما الحكم في الهيئات التي تلزم كل العاملين فيها بحلق اللحية كالبنوك مثلاً أو تلزم كل النساء بالتبرج وتمنع من تلبس الحجاب من العمل فيها؟ 5- ما الضابط في تكفير من ألزم غيره بما لم ينزل الله؟

حول قاعدة: الإلزام في التشريع العام بخلاف ما أنزل الله كفر أكبر
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣ - ١٤:٠٢ م
1626

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهل هذا الرجل جعل تشريعًا عامًا يعلنه للناس أن من حقه أن يغتصب مَن تعجبه؟!

فالقوانين الوضعية تجعل الزنا بالتراضي حرية شخصية وحقًا للشخص متى أراد! وتنص على أنه في هذه الصورة ليس بجريمة بخلاف كل الصور التي ذكرتَ؛ فهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف لدنيا يصيبها، وليس تشريعًا عامًا.

ولو نصتْ دولة مثلاً على منع جميع النساء من الحجاب فهذا دليل على ردهم لشرع الله -سبحانه- وإبائهم إياه؛ لأنهم يرون الحجاب تخلفًا ورجعية، وحَجْرًا على حرية المرأة واعتداءً على حقوقها، وهم يصرِّحون بذلك! فأين هذا مِن كل الصور التي ذكرتَها؟!

والضابط هو التشريع العام كما في سبب نزول قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(المائدة:41).



www.anasalafy.com

أنا السلفي