الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فترتيب المقاصد جاء بالاستقراء من أدلة الشرع، ولا نزاع في وجوب تقديم الدين على النفس، ولكن هل النزول للشوارع فيه حفظ للدين؟! وهل إنهاك الاقتصاد فيه حفظ للدين أم تضييع له؟!
وهل اعتقال الآلاف تضييع للدين ندفعه باعتقال المزيد؟!
وهل قتل بعض المسلمين هو ضياع للدين ندفعه بمزيدٍ مِن قتلهم؟!
هل رأيتَ عجبًا أكثر من ذلك؟!
وإذا كان حفظ النفس بالنطق بكلمة الكفر وفعل المحرم عند الإكراه هو المشروع؛ لأن فيه بقاء الدين بطمأنينة القلب بالإيمان؛ فكيف لا يشرع بمجرد السكوت عن ظلم ظالم أو مرتكب منكر؟! هذا لو سلمنا أن وجود رجل -أو جماعة معينة- في السلطة هو حفظ للدين وغيابه ضياع له! وهو كلام باطل.
وأما التعميمات الباطلة نحو "إغلاق المساجد!"؛ فكم من المساجد أغلق في بلدكم أيها السائل أو صاحبك المحاور؟!
وأما قراءة الإنجيل في المدارس؛ فهل هذا صار مقررًا في كل طابور صباح في جميع المدارس، ولا وسيلة لحفظ دين الطلاب إلا بالنزول للشوارع لكي لا يبقى أحد من المتدينين والملتزمين يدفع هذا البلاء؟!
ألم يضع نظام الإخوان في مادة التربية الوطنية أشياءً من الإنجيل؛ فلماذا لم يكن هذا تضييعًا للدين؟!
فالحقيقة أن المشكلة ليست في القواعد الشرعية، ولكن في تطبيقها على الواقع، فانهيار الاقتصاد والمزيد من القتل، والاعتقال، والتشديد على الإسلاميين لا يكون في واقع الحال إلا تضييعًا للدين والنفوس والأموال، وليس حفظًا للدين!
فكفانا رفع شعارات يُخدع بها بسطاء المتدينين ليدفعوا إلى هاوية مهلكة بها بسبب قرارات القيادة الخاطئة.
موقع أنا السلفي