الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- أظن أن هذه الكلمة يقصدون بها تحريف لفظ سب الدين؛ لكي لا يكون سبًّا للدين، هروبًا من ذلك، وعلى أي حال فهي إسفاف وسوء خُلُق، لكن التكفير لا يكون بمجرد الاحتمال حتى يكون سبًّا صريحًا.
2- لا يكفر مَن ثبت إسلامه إلا بقول أو فعل صريح ليس معه احتمال، ثم لابد من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع: كالجهل، والتأويل، والخطأ، والإكراه، والجنون، والصغر، والنسيان، والنوم، وليس الأمر مرده لعرف الناس حتى يكون الكفر صريحًا.
3- هذا اللفظ معناه إخراج الإنسان من الإسلام إلى الكفر، ومَن عزم على تكفير مسلم وإخراجه عن ملة الإسلام لم يكن مسلمًا؛ لأن المسلم لا يرضى بالكفر ولا يأمر به؛ فضلاً عن أن يُكرِه غيره على الكفر.
4- قال الله -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) (الأنعام:108)، فإذا كان هذا في عُبَّاد الأوثان؛ فبالأولى في أهل الكتاب الذين قال الله فيهم: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46)، هذا مع بيان بطلان كل دين يخالف دين الإسلام، فإن الدين عند الإسلام.
5- لا شك أن المسلم يبغض ويكره أن يُكذَّب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويبغض مَن يفعل ذلك، لكن إذا لم يُظهِر الكافر التكذيب لم نزد على دعوته إلى الحق؛ لإنقاذه من النار رحمة به وبغيره، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، ومقصود المتكلم بما ذكرتَ -فيما أظن- أمر المعاملة، فنحن نعامل غير المسلمين بما شرع الله من البر والقسط ما لم يقاتلوا في الدين، ولكن اللفظ خانه، لكن لا يصل للكفر مع الاحتمال الراجح.
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي