الجمعة، ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١٧ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

مسائل هامة في سب الدين

2-صفر-1435هـ 5-ديسمبر-2013 السؤال: 1- سمعت المدعو (توفيق عكاشة) يقول أمام الملايين على فضائيته أنه حذر الناس وتكلم حتى "طـَلَع ميتين أمه" هو قال على نفسه هذا الكلام، وبعيدًا عن هذا الإسفاف الصاعق والصادم... أنا أسمع هذه الكلمة في الشارع للأسف الشديد ولا أعرف معناها أصلاً... فهل هذه الكلمة: "ينعل ميتين أم... " تُعد كفرًا وردة عن الإسلام؟ وهل ارتد بقولها توفيق عكاشة؟ 2- علمتُ عن بعضهم أن العبرة في هذه الكلمات بالعرف؛ فإن كان العرف لا يقضي بكفر قائلها فلا يكفر، فهل هذا صحيح أم أن قائلها يكفر وإن لم يعرف معناها؟ 3- ما حكم من يقول: "حاطلع دين... أو طلعوا ديني"؟ 4- قال بعض الإخوة عن رجل مسيحي: "ينعل دينه ودين اللي جابه"، فما الحكم؟ وهل يمكن أن يكفر المسلم إذا سب دين اليهود أو النصارى؟ وهل يجوز ذلك؟ 5- قال أحد مرشحي الرئاسة ممن كان يَعِد الناس بتطبيق الشريعة والحياة الكريمة: "إننا لا نزعل من المسيحي الذي يرى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كذاب، لا نزعل منه في الدنيا، بل نزعل منه في الآخرة وأنا أعطيه هذا الحق في الدنيا لأن الله أعطاه هذا الحق في الدنيا؛ لأن الله قال: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف:29)، ثم قال: إن هذا حقه ما دامت هذه عقيدته يدعو إليها داخل كنيسته". فما قول فضيلتكم في هذا الكلام؟

مسائل هامة في سب الدين
الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠١٣ - ١٩:١٢ م
12044

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- أظن أن هذه الكلمة يقصدون بها تحريف لفظ سب الدين؛ لكي لا يكون سبًّا للدين، هروبًا من ذلك، وعلى أي حال فهي إسفاف وسوء خُلُق، لكن التكفير لا يكون بمجرد الاحتمال حتى يكون سبًّا صريحًا.

2- لا يكفر مَن ثبت إسلامه إلا بقول أو فعل صريح ليس معه احتمال، ثم لابد من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع: كالجهل، والتأويل، والخطأ، والإكراه، والجنون، والصغر، والنسيان، والنوم، وليس الأمر مرده لعرف الناس حتى يكون الكفر صريحًا.

3- هذا اللفظ معناه إخراج الإنسان من الإسلام إلى الكفر، ومَن عزم على تكفير مسلم وإخراجه عن ملة الإسلام لم يكن مسلمًا؛ لأن المسلم لا يرضى بالكفر ولا يأمر به؛ فضلاً عن أن يُكرِه غيره على الكفر.

4- قال الله -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ(الأنعام:108)، فإذا كان هذا في عُبَّاد الأوثان؛ فبالأولى في أهل الكتاب الذين قال الله فيهم: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(العنكبوت:46)، هذا مع بيان بطلان كل دين يخالف دين الإسلام، فإن الدين عند الإسلام.

5- لا شك أن المسلم يبغض ويكره أن يُكذَّب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويبغض مَن يفعل ذلك، لكن إذا لم يُظهِر الكافر التكذيب لم نزد على دعوته إلى الحق؛ لإنقاذه من النار رحمة به وبغيره، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، ومقصود المتكلم بما ذكرتَ -فيما أظن- أمر المعاملة، فنحن نعامل غير المسلمين بما شرع الله من البر والقسط ما لم يقاتلوا في الدين، ولكن اللفظ خانه، لكن لا يصل للكفر مع الاحتمال الراجح. 


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي