الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا) (متفق عليه)، فالتكفير من أعظم الأمور خطرًا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ) (متفق عليه).
وكل مسائل الدين لا يفتي فيها إلا عالم بها؛ بأدلتها ووجوه الاستدلال منها، واتفاق العلماء واختلافهم فيها، وطرق القياس وأركانه وشروطه، وأسباب فساده، وهذا معنى التخصص، والدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) (متفق عليه).
فإذا كان هذا في أي مسألة؛ فكيف بمسألة عظيمة: كالتكفير، وما يترتب عليه من سفك الدماء وانتهاك الحرمات؟! فضلاً عما لو كان يترتب عليه في أزمنة الفتن أمور عامة تتعلق بالبلاد والعباد، وملايين المسلمين في مصالح دينهم ودنياهم؛ فكيف يتجرأ عليه حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام؟!