السبت، ١١ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١٨ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

ولا يلتفت منكم أحد

مَن لاح له فجر الهدف هان عليه ظلام الوسيلة التي تفضي للوصول لذلك الهدف

ولا يلتفت منكم أحد
الكاتب السوداني/ مرتضى أبو القاسم
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٠:٢١ ص
1125

ولا يلتفت منكم أحد

كتبه الكاتب السوداني/ مرتضى أبو القاسم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أصحاب الأهداف السامية والرؤى الطموحة والغايات النبيلة يسيرون نحوها ولايلتفتون للعوائق ولا يشتغلون بالمثبطين؛ فمَن لاح له فجر الهدف هان عليه ظلام الوسيلة التي تفضي للوصول لذلك الهدف.

أسوق هذه المقدمة لأتحدث عن ذلك الكيان العظيم، وذلك الطود الشامخ، ذلك الحزب العملاق الذي ولد ما بين فرث ودم، فخرج لبنًا سائغًا للشاربين .. حديثنا عن حزب النور.

الحق ما شهدت به الأعداء، والكل شهد لحزب النور بالصدق والوضوح وعدم التلون وعدم الكذب، وهذه صفات نادر وجودها في دنيا السياسة.

حزب النور يتعامل مع جميع القضايا وفق قواعد الشريعة معتمدًا عليها في اتخاذ قراراته منذ اليوم الأول لتأسيسه.

كان ناصحًا أمينًا للإخوان، وقدَّم المبادرات تلو المبادرات لإنقاذ سفينة المشروع الإسلامي، ولما خرق الإخوان السفينة قفز منها وظل سابحًا تتلاطمه الأمواج وتحيط به الأزمات، لم يسلم مِن تشهير الإخوان، ولم ينجُ من أذى العلمانيين.

شارك في مرحلة ما بعد الثالث من يوليو؛ محاولةً لتقليل المفاسد والإصلاح قدر الوسع والتغيير التدريجي الذي يُراعي الحفاظ على الدولة دون انهيارها وغرقها في فوضى الحرب الأهلية.

نعم؛ ارتكب بعض المفاسد، ولكنه حصل مصالح كبيرة؛ فحافظ على هوية الدولة وصبغتها الإسلامية، فبقيت المادة الثانية شامخة في الدستور معلنة أن مصر دولة إسلامية، وأن المزاج المصري كان ولا زال وسيظل إسلاميًّا رغم أنف العلمانيين.

لم يسكت عن الجرائم والانتهاكات، أدان مجزرة رابعة والنهضة، وتبرَّأ مِن الدماء، ووقف في وجه العلمانيين وحده؛ فأثمرت جهوده سجن العلماني إسلام بحيري، ورفض ترشيح الممثلة سما للبرلمان، وتصدى لمحاولة منع المنقبات مِن التدريس؛ فأيَّد القضاء موقف الحزب، ليعلن للجميع أن مجهوداته في لجنة الدستور لم تذهب سدى.

ها هو الحزب اليوم يواصل رحلته بثبات رغم كل هذا الهجوم ويرشح كوادره للانتخابات البرلمانية، ليواجه حملة من أعتى الحملات التي تعرَّض لها الحزب فلا تكاد تخلو فضائية مصرية مِن نسج الشائعات وتلفيق الأكاذيب لتشوه الحزب ولتمنعه من مواصلة مشواره.

ولكن مَن كان همه الله وهدفه الحفاظ على الشريعة ونال في سبيل ذلك ما نال؛ فلن يضيعه الله.

تصدَّق مشايخه وعلماؤه وكوادره بأعراضهم وتجرعوا العلقم.

 لذلك أقول لهم: لا يلتفت منكم أحد، وأمضوا حيث تؤمرون؛ فلن يضيعكم الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة