الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الحرب الفكرية

الحرب الفكرية أخطر من الحرب العسكرية لأنها تؤدى لتحويل الكيان المُستهدَف لكيان مريض الفكر والإحساس

الحرب الفكرية
طلعت مرزوق
الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥ - ١٢:٠٠ م
1367

الحرب الفكرية

كتبه/ طلعت مرزوق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الحرب الفكرية أو الحرب الناعمة هي مجموعة الجهود التي تقوم بها دولة أو مجموعة ما للتأثير على دولة أو مجموعة أخرى لتتجه وجهة مُعينة.

وإذا كان السلوك هو مِرآة الفكر ، فالحرب الفكرية أخطر من الحرب العسكرية لأنها تؤدى لتحويل الكيان المُستهدَف لكيان مريض الفكر والإحساس ، يُحب ما يُريده له خصمه ، ويكره ما يكرهه.

كما أنها أقل تكلفة من الحرب التقليدية ، فأسلحتها عبارة عن مؤسسات فكرية تضم باحثين في السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع ..... يُقدمون دراسات وتقارير وأبحاث تستفيد منها الحكومات والأحزاب والإدارات العامة وأصحاب القرار.

ويُعد الأمريكي " لويس بأول " أول من أطلق مصطلح حرب الأفكار في بداية السبعينات من القرن الماضي ، ثم تحمس لفكرته " وليام كروز " فأسس مراكز الأبحاث لهذا الغرض.

وقد تجاوز اليوم عدد هذه المراكز في أمريكا وأوروبا ثلاثة ألاف مركز فكري ، تنتظم في شكل جمعيات خيرية ومعاهد خاصة ، وتحظى بدعم مادي عام وخاص ، وتتمتع الجهات المانحة لها بخصم ضريبي هام يُشجع عمليات تمويلها بحسب دراسة بعنوان " التصنيف العالمي لمراكز التفكير ".

ومن أبرز وسائل الحرب الفكرية :

- محاولة ترسيخ مفاهيم وعادات المُحارِب الدينية واللُغوية والأخلاقية ..... إلخ.

- رعاية طائفة من أبناء البلد المستهدَف وتربيتهم ، ومساعدتهم على تولى المناصب القيادية في بلادهم ، وإحاطتهم بهالة كبيرة من المدح والثناء لكى يروجوا أفكار المُحارِب.

- محاولة السيطرة على مناهج التعليم ورسم سياستها.

- إنشاء المدارس والجامعات التي تروج أفكار المُحارِب ، وجذب أبناء الطبقة العليا من البلد المستهدَف إليها.

- محاولة السيطرة على وسائل الإعلام.

- اختلاق قضايا لخلخلة المجتمع المستهدَف تتعلق بالمرأة والأقليات ..... إلخ.

- إيجاد صراع بين الشعوب والحكومات ، وبين المجتمعات ، وداخل المجتمع نفسه.

وقد مرت حرب الأفكار الغربية الحديثة بثلاثة أطوار تاريخية بحسب توماس فريدمان:

الطور الأول : الذي انتصر فيه الغرب على النازيين في النصف الأول من القرن العشرين .

الطور الثاني : الذي انتصر فيه الغرب على الشيوعيين في النصف الثاني من القرن العشرين .

الطور الثالث : وهو صراع الغرب مع الأصولية الإسلامية التي بدأت تنتشر مع بداية القرن الحادي والعشرين.

وللحديث بقية.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً