الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول قوله -تعالى-: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا)

السؤال: ما الجمع بين قوله الله -تعالى-: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا) (غافر:46)، وبين قوله: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) (يس:52)؛ لأن الآية الأولى تدل على أن عذاب الكفار مستمر غير منقطع، والثانية تدل على رقدتهم ونومهم؟ وكذلك قد جاء في حديث صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن العبد الكافر أنه يُقال له: (نَمْ كَمَا يَنَامُ الْمَنْهُوشُ) (رواه البزار، وصححه الألباني)، فهل ينام الكفار في قبورهم نومًا حقيقيًّا أم أن هذا مجاز؛ لأن مِن العلماء مَن ينكر نومًا في القبر أصلاً؟

حول قوله -تعالى-: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا)
السبت ١٢ مارس ٢٠١٦ - ١٧:٠٦ م
883

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالذي في كابوس أثناء نومه إذا استيقظ قال: "استيقظتُ مِن رقدتي" رغم ما كان فيه؛ فالأمر نسبي، والنوم أخو الموت أو هو نوع منه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاستيقاظ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (رواه مسلم)، فالموت بالنسبة إلى البعث كالرقدة للنائم بالنسبة للاستيقاظ، وقد يُسمَّي نومًا، وهو يعذب أثناء رقدة القبر أو ينعَّم؛ فإذا بُعث استيقظ.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com