الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

موت العلماء والحذر من الضلال

موت العلماء والحذر من الضلال
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠٠٨ - ١٥:٢٩ م
64

موت العلماء والحذر من الضلال

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقدت الأمة الإسلامية عالماً جليلاً فذاً، قلَّ أن يوجد مثله، هو سماحة الشيخ الدكتور/ بكر أبو زيد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً، وصاحب التصانيف النافعة، والاجتهادات في النوازل الواقعة، الذي جمع بين الرواية والدراية، والتدقيق والترجيح والتمحيص، رحمه الله -تعالى- رحمة واسعة، وأجزل مثوبته، ورفع درجته، وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

إن موت العالم ثُلْمَةٌ خطيرة في بناء الأمة الإسلامية، ولابد أن تبذل الجهود وتتضافر الهمم على محاولة تعويض بعض ما سُلب من العلم بموت العالم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) متفق عليه.

والأمة الإسلامية في مجموعها تتعرض لمخاطر جمة من الدعاة على أبواب جهنم الذين مَن أجابهم إليها قذفوه فيها، وإنما يتدثرون بالبدعِ والفتاوى الباطلة، والقولِ على الله بغير علم، والكذبِ على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، هذا ظاهرهم، أما باطنهم فالكفر والنفاق وقلوب الشياطين التي تهدف إلى هدم الدين.

وإنما يقف العلماء في وجه هذه المخاطر ببيان الحق، والجهاد في الدفاع عنه، وتعليمه الناس، ونشر العلم بالكتاب والسنة، والقيام في الناس بالقسط والعدل والإنصاف، ونحسب عالمنا الجليل سماحة الشيخ بكر أبو زيد منهم.

وموت العلماء يفتح أبواب الخطر، ويضاعف المسئولية على الأمة في مجموعها، وعلى علمائها وطلاب العلم والدعاة على وجه الخصوص، في التمسكِ بما كان عليه سلفهم من العلماء، والدعوةِ إلى الله -سبحانه- بما كان يدعو إليه مَنْ سبقهم مِنْ الحق والهدى والإنصاف بين الناس، وإقامة معالم الدين، ونشر العلم الذي تركه هؤلاء العلماء، والانتفاع بهديهم وسلوكهم المشهود والمقروء والمسموع.

والحمد لله أن علم هؤلاء العلماء لا يموت بموتهم، بل لا يزال محفوظاً لما حواه من نور الكتاب والسنة الذي وعد الله بحفظه.

وموت العلماء موعظة وتذكير للأمة جميعاً بقرب الرحيل، وقرب انتهاء الدنيا، فإن الدنيا قد آذنت بصُرمِ وولت حذَّاء، ولم يبق منها إلا صُبابة كصبابة الإناء يتصابَّها صاحبها، وخراب الدنيا بموت عالم أضعاف خرابها بموت غيره، فالاستعداد ليوم الرحيل واجب، والعمل ليوم المعاد متحتم.

بالأمس ودعنا فضيلة الشيخ المحدث/ محمد عمرو عبد اللطيف، واليوم نودع سماحة الشيخ بكر أبو زيد، فمن يكون عليه الدور غداً؟

نسأل الله أن يرحمنا، وأن يغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، وإنا لله، وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصائبنا، واخلف لنا خيراً منها.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة