الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

تعقيب على مقالة "محاولات التغلغل الإيراني"

فقد جاءت لبريد الموقع رسالة من أخ كريم يُعقِب فيها على مقال "محاولات التغلغل الإيراني في المقاومة الفلسطينية وموقفنا منه" للشيخ "عبد المنعم الشحات" فأرسلناه إليه فكان رده...

تعقيب على مقالة "محاولات التغلغل الإيراني"
عبد المنعم الشحات
الاثنين ٢٨ يونيو ٢٠١٠ - ١٦:٥٥ م
1826

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد جاءت لبريد الموقع رسالة من أخ كريم يُعقِب فيها على مقال "محاولات التغلغل الإيراني في المقاومة الفلسطينية وموقفنا منه" للشيخ "عبد المنعم الشحات" فأرسلناه إليه فكان رده:

"جاءتني رسالة من أخ فاضل يُعقِب فيها على مقال "محاولات التغلغل الإيراني"؛ رأيت أن أنشره كاملاً من باب أن صاحب الرسالة -أكرمه الله- طرق تفاصيل أخرى لم يطرقها المقال، فمن حق القارئ الاطلاع عليها، بالإضافة أن الرسالة تمثل نموذجًا للنصيحة الصادقة لأهل الجهاد أولاً عن طريق الذب عن أعراضهم ومحاولة الدفاع عنهم، ولنا ثانيًا عن طريقة محاولة النصح والبيان لما عساه أن يكون غائبًا.

وبين يدي رسالة هذا الأخ الكريم ألخص للقارئ أهم ما أخذه على المقالة المذكورة وتعليقي على ذلك:

أخذ الأخ الكريم على المقال مأخذ رئيسي وهو توجيه اللوم لـ"قادة حماس" على مجاملة "إيران" بعد الحرب، تلك المجاملة التي رأينا أنها تجاوزت حدود التقاء المصالح إلى ما هو أبعد من ذلك، لا سيما مع تصريح وكالات الأنباء الإيرانية أن غرض الزيارة كان تقديم تقرير عن الحرب لولي أمر المسلمين.

ومن وجهة نظر أخينا -صاحب الرسالة- فإن التحذير من الخطر الشيعي يمكن توجيهه إلى العوام وليس إلى "قادة حماس"؛ لأنه لم يوجد منهم ما يُقلق في هذا الشأن، حتى تلك التصريحات التي لم تكن إلا من جانب الإيرانيين لا من جانب "حماس".

كما أخذ علينا عدم بيان الدافع الذي قاد "حماس" إلى ذلك من عدم وجود العون السني.

كما نبهنا إلى أن "الشيخ نزار" لم يكن هو السلفي الوحيد في "حركة حماس"، وأن الاهتمام بالعقيدة السنية متأصل عند جميع "كوادر حماس".

كانت هذه هي مأخذه الرئيسية وأما الجواب عليها:

فأما الجزئية الثالثة فقد أثبتنا في المقال انتشار المنهج السلفي في صفوف مقاتلي "حماس" بل و"الجهاد الإسلامي"، وأثنينا على موقف "حماس" من "إيران"؛ والذي سطره "الشيخ أحمد ياسين" وليس "الشيخ نزار" -رحمهما الله وانزلهما منازل الشهداء- وذكر غياب "الشيخ نزار" من الساحة كأحد أسباب التغير الأخير في موقف "حماس" من "إيران" لم يعدو أن يكون محاولة لرصد أحد الأسباب، مع أنني نقلت فقرات من مقال الأستاذ "صلاح حميدة" "جدلية علاقة المقاومة الفلسطينية بإيران" فيها الأسباب التي دفعت حماس إلى ذلك من وجهة نظره، وهذا يرد على الاعتراض الثاني.

ولم يكن لنا من تعقيب على كلام الأستاذ "صلاح حميدة" سوى مطالبة "حماس" بالحفاظ على الخط الذي اختطته منذ نشأتها، مع وجود هذه الحالة من الاضطرار، وهو عدم تجاوز حالة التقاء المصالح إلى حالة التحالف.

وهذا يقودنا إلى الجزئية الأولى وهو محور اعتراض أخينا الكريم وهو أن "حماس" ليست هي التي أعلنت ذلك؛ وإنما صحيفة صفراء إيرانية، ولا يخفى أن الأستاذ "خالد مشعل" حضر احتفالات شيعية مخالفًَا بذلك نهجًا سار عليه "قادة حماس" من قبل، ومنهم الأستاذ "إسماعيل هنية" الذي لم يصلِ معهم وظل واقفًا طوال الصلاة في أثناء زيارته لـ"إيران".

مما يؤكد أن ثمة بدايات تغير في موقف الحركة من "إيران"، أو من التشيع بمعنى أدق، كما أن التصريح الذي طار الأفاق كان تقتضى من الأستاذ "مشعل" أن يُعلق عليه بأي صورة من الصور حتى من باب الخوف على العوام.

ثم إن الخطاب الذي وجهناه لـ"حماس" لا يختلف بل هو أقل حدة بكثير من الخطاب الذي اعتاد الكثير من "أبناء حماس" توجيهه لـ"حركة الجهاد الإسلامي" والتي حرصنا أيضا أن يكون خطابنا لها هادئًا نابعًا من الحب للمجاهدين، والخوف عليهم والخوف على العوام الذين يثقون في قيادتهم ولا يدركون الكثير من دهاليز السياسة.

فوجود خطاب كهذا مهم من باب النصح، وحرصنا أن نرد "حماس" إلى كلام "الشيخ أحمد ياسين" من باب التلطف والحرص على أن تؤتي النصيحة ثمارها.

قد يكون الأخ الكريم صاحب الرسالة قد ألمح إلى أنه وفي أوج المجاملة الحمساوية لـ"إيران" يتم تدريس خطر الشيعة لـ"كوادر حماس"، وهذا لا ينفى بقاء الخطر على العوام قائمًا كما بينا، وليس الأمر مجرد ظن راجح بل هو واقع ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما رصد ذلك بعض المهتمين بالشأن الفلسطيني حتى قبل حرب غزة وما حدث بعدها من مزيد من المجاملة فهذا الأستاذ "أحمد عبد العزيز" يطلق صيحة تحذير في مجلة الحقيقة -لسان حال جمعية الدفاع عن أهل السنة في إيران- في عددها الخامس الصادر في شهر أكتوبر 2008. جاء فيها:

"وهنا تساؤلات تطرح نفسها: هل سنشهد تحولاً من التشيع السياسي إلى العقدي عند بعض الحمساويين، كما حصل لأفراد فصيل آخر -حركة الجهاد الإسلامي- يشارك حماس في مقاومة اليهود وانتقل بعض أفراده إلى التشيع العقدي؟! أم أن الأمر سيبقى في خانة المكر السياسي وتنويع الخطاب من أجل تحصيل المصالح؟؟

أم أن حماس تدرك الخطر لذا فهي تنوع خطابها؛ فالفريق الأول لاستجلاب دعم الإيرانيين، والثاني لحماية كوادرها وتحصينهم من التشيع، وأيضا من أجل إرسال إشارات لعموم أهل السنة بأنها مدركة للخطر؟!

وإذا كان كذلك فماذا سيكون حال الجماهير حيال وقوف خالد مشعل وهنية أمام ضريح الخميني للدعاء له، هل سيخفف هذا من الخلاف العقدي مع الشيعة ويزيل الحواجز ويقرب النفوس منهم أكثر، أم أن الجماهير ستفهم أن الأمر مجرد علاقة سياسية؟!

إن حركة حماس تعد أول حركة إسلامية سياسية ومقاومة أيضا، حققت نجاحا غير مسبوق واستطاعت أن تتجاوز كثيرا من المطبات والعراقيل التي وضعت أمامها، رغم تآمر قوى الشر العالمي عليها، وفي الوقت نفسه لا يوجد بين عناصرها شيعي واحد ولله الحمد، ولكن ارتباطها بإيران بهذا الشكل هو أمر بحاجة إلى دراسة وإلى النظر فيه من قبل حماس أولا والمحبين لها، قبل أن يحصل تحول عقائدي كما حصل عند أناس آخرين، وعندها لن يبقى في دعم الإيرانيين فائدة، إذا خرج في القطاع منافس إيراني لحماس يتلقى كل الدعم الإيراني، ويزاحم بماله ورجاله حماس على القرار (الإسلامي) في غزة، ويتكرر بشكل آخر -وإن كان بتأثير أقل- ما حصل مع حركة فتح وقوات فجر الإخوانية اللبنانية، عندما تفاعلتا مع الشيعة في الجنوب اللبناني ليعود الشيعة بعدها ويلتهموا فتح وفجر"

ثمة بعد آخر لعله غاب عن الأخ الكريم صاحب الرسالة، وهو أن عدد من الدعاة كان لهم موقف في غاية التحفظ من "حماس" بل كادوا يعاملوها معاملة "حزب الله"، ولا أعنى هنا أصحاب "نظرية ولاة الأمور" التي لا مانع عندهم من تطبيقها على اليهود أنفسهم كما صرح بذلك بعضهم، ولكن أعنى بعض الدعاة الغيورين المحبين للجهاد السني في كل مكان، ولكنهم تأثروا بما يتردد عن علاقة "حماس" بـ"إيران" ومنهم من أخذ علينا ما سماه بالدعم المطلق لـ"حماس".

والحاصل إن الكلام بلغة الدعم المطلق والنفي التام قد يزيد هؤلاء الأفاضل إصرارًا على موقفهم من أن تأييدنا لـ"حماس" نابع من عدم دراية بالواقع الفلسطيني، وبالتالي كانت هذه المقالة ذات هدف مزدوج نصيحة لـ"حماس"، ونصيحة لمن رأوا أن "حماس" ما هي إلا فرع لـ"حزب الله". وأرجو من الله أن تحقق المقالة هدفيها.

وأخيرًا أكرر الشكر للأخ الكريم صاحب الرسالة على نصيحته لإخوانه في كل مكان، وأشكر له أدبه البالغ في الحوار مما يصلح أن يكون مثالاً للحوار المثمر البناء، وأستأذنه في نشر رسالته بعد حذف ألفاظ المدح والثناء التي أراه قد أسرف في استخدامها سامحني الله و إياه.

"السلام عليكم

شيخي الحبيب/

لي تعليق على مقالك الأخير فيه بعض التوضيحات والمعلومات التي ربما لم تصل لحضرتك؛ فأحببت أن الفت نظر حضرتك إليها بحكم كوني متابعاً إلى حد ما للشأن الفلسطيني، ولي بعض العلاقات مع بعض كوادر وأبناء قيادات حماس ومطلع إلى حد ما.

أولا: قد اتفق مع حضرتك إلى حد كبير في حدوث اختراقا للشيعة داخل حركة الجهاد.. كان آخره تشيع عدد من كوادر وقادة الجهاد.. آخرهم محمد شحادة الذي قتله الجيش الصهيوني في بيت لحم بالضفة الغربية منذ قرابة سنة ونيف وتبنته سرايا القدس التابعة للجهاد.. وعدد من قياداتهم للأسف الشديد، وهذا نابع من تأثرهم الشديد بالشقاقي مؤسس الحركة.. الذي كان متأثرًا لدرجة غير مقبولة إلى حد كبير بالخوميني وثورته.... وبالمناسبة عندما كتب كتابه عن الخوميني والثورة كان منتمياً للإخوان "قبل إنشاء حماس".. وأراد طبعه فرفض الشيخ ياسين وقادة الحركة هذا الأمر.. وكان هذا أحد أسباب تركه للإخوان "بالإضافة إلى تعجله الجهاد قبل التربية".. وإنشاءه حركة الجهاد.. ومشكله الإخوة في الجهاد أنهم لديهم تقديس كبير للشقاقي ولكل ما قاله رحمه الله.. أضف إلى ذلك بعض تصريحات قادة الجهاد التي تعبر عن تجاوز في العلاقة حقيقة من التقاء مصالح مع إيران إلى تحالف واقتراب.. ولذلك هم قريبون للغاية من حزب الله أكثر بكثير من حركة حماس..وبالمناسبة في عام 2000 حدثت احتكاكات شديدة بين أنصار حماس والجهاد في سجن مجدو بسبب التشيع وغضب كوادر حماس من هذا الأمر..إلا أنه يحسب للإخوة داخل الجهاد وخصوصاً داخل غزة محاربتهم بشدة لهذا الأمر في الآونة الأخيرة حتى أنه أصبح عشرات من سرايا القدس ينتمون للسلفية الجهادية ويواجهون بكل العنف كل من يحاول التشيع أو نشره.. وبشكل عام انخفض التشيع إلى حد كبير بل أصبح منعدماً إلى حد كبير بفضل الله الآن داخل الجهاد بفضل جهود الإخوة في ذلك.. وإن كانت هناك تصريحات هنا وهناك تحتاج إلى إعادة صياغة ومراجعة بالإضافة إلى فكر الشقاقي نفسه رحمه الله وتقبله في عداد الشهداء..!

ثانيًا: وإذا كنا قد نتفق مع حضرتك في حالة حركة الجهاد وأوضحنا أنها بدأت في التلاشي "وهذا شئ من عدة أشياء تحتاج للمراجعة الشديدة من قبل الإخوة في الجهاد مثل التربية والمرونة في التفكير وغيرها".. إلا أننا نختلف أشد الاختلاف مع ما قيل في حماس..نابعة الأساس من السنوات القليلة التي كانت حماس فيها كل عملها هو التربية فقط وتهيئة الكوادر تربوياً للعمل العسكري عكس الجهاد التي تهتم بالتربية اهتمام أقل بكثير من حماس وسنورد عدة شواهد على ذلك:

1- الوفد الذي ذهب لإيران بعد الحرب لم يكن لتقديم التقرير لولي أمر المسلمين كما زعمت بعض الصحف الإيرانية الصفراء بل لن تجد تصريحاً واحداً لأحد قادة حماس يتكلم فيه عن هذا "إن الخوميني ولي أمر المسلمين".. والوفد الذي ذهب لم يذهب لإيران فقط.. وإنما سبقه إلى سوريا والدوحة..ثم بعدها إلى البحرين واليمن على ما أذكر... في جولة شملت حشد التأييد السياسي والنظر للقادم بعد الحرب.. فبالتالي هذا الأمر لم يكن خصيصاً بإيران وإنما هي دولة من عدة دول شملتها الجولة..

2- أحد الإخوة من قيادات حماس الذين كانوا في الوفد الذي ذهب لإيران.. كان قبل الحرب مباشرة يعطي في لقاء دوري مع كوادر حماس والتي غالباً ما تكون بعيدة عن الإعلام.. وكان يتحدث في هذا اللقاء عن غدر الروافض وعن وجوب عدم الثقة بهم وخلافنا العقدي معهم، وقد ذكر لي هذا أحد الشباب التي حضرت اللقاء..بالإضافة إلى كتاب الدكتور الرقب "الوشيعة في كشف شنائع الشيعة" الذي ذكرته حضرتك "وهو أحد اكبر قيادات حماس الشرعية في غزة إن لم يكن أكبرهم بعد مقتل الشيخ نزار رحمه الله".

فالخوف في اعتقادي ليس على المجاهدين...إنما الخوف على العامة الذين ينبهرون بقوة الشيعة ونجاحهم... ولذلك اعتقد أن التحذير كثير ونقد المجاهدون كل فترة وكل حين بهذه العلاقة ليس في محله.. وأولى بهذا التحذير هم العامة.. يعجبني جدا ما يفعله "الشيخ ناصر العمر" وهم من أشد الكارهين للروافض والمحذرين منهم في كل مناسبة.. إلا أنه يتفهم ما تفعله حماس ويلتمس لهم العذر ويعطيهم ثقته...إنه يتكلم بشكل منفصل موجهاً خطابه للطريق الصحيح وهى الشعوب المتأثرة إلى حد بالروافض.. وليس لقيادات المجاهدين التي تدرك إلى حد كبير الوضع..نفس الأمر يفعله الشيخ حامد العلي... وكثير من علمائنا ومشايخنا.

3- حماس لها علاقاتها مع إيران منذ نشأتها أي منذ اثنين وعشرين عاما.. فهل حضرتك تعلم اسم "شبل" واحد ولا أقول قيادي أو كادر من حماس تشيع.. اسم واحد فقط..؟؟

رابعاً: وبعيداً عن كل هذا.. حماس لم تذهب إلى إيران للبحث عن ترف وما شابه.. لدينا الآن 40 ألف أسرة تقيم في العراء ولا أحد في العالم كله وفي مقدمتهم نحن أهل السنة يفعل شيئا جدياً..!

طيب يعني ما الحل؟؟ اجتهدت حماس في البحث عن حلول أخرى لها ربما أعراض جانبية ولكن بإمكاني إلى حد كبير العمل على تقليصها من اجل البحث عن الطعام لمليون ونصف إنسان يعيشوا في غزة..!

يعني مع كل احترامي لكل مشايخنا الأفاضل ونعالهم نضعها فوق رؤسنا لكن أليس أول أدبيات النقد هو تقديم بديل؟

حماس الآن مسئولة عن مليون ونصف إنسان منهم 40 إلف أسرة في العراء تماماً في البرد الشديد وتحت المطر ولا يملكون شيئا.. فمن أين تأتي بطعامهم وشرابهم ودوائهم؟؟

إيران تقدم دعماً مالياً.. ولكن في المقابل له أعراض جانبيه وهي محاولة الظهور بمظهر المنتصر للمقاومة وما شابه ومحاولتها الدخول للداخل الفلسطيني..هم اختاروا مضطرين الحصول على الدعم مقابل التشديد للغاية في التربية العقائدية لأبنائهم.. هم اجتهدوا في هذا وربما أصابوا أو اخطاوا.. لكن في كل حال لا اعتقد انه علينا الإنكار إذا استطاعوا هم تجاوز نقطة التشيع عن طريق التربية..!

خامساً: من المعلوم أنه في الشريعة الإسلامية للمضطر أحكام أخرى تخالف الأحكام الاعتيادية.. فهل يدرس مشايخنا الأفاضل من وجهة نظر عميقة بعض الشئ وينظروا للتجربة بشمولها وكيفية التعامل معها والنتائج التي ترتبت عليها ومن ثم يتكلمون فيها بشئ من التفصيل بعد اطلاع أكبر على الأمر من خلال قيادات المجاهدين أنفسهم.. بدلاً من الحكم على الأمر بعامته وإظهار قادة المجاهدين بأنهم يساعدون على التشيع.

سادساً: ما قيل عن الأستاذ خالد مشعل نقلته عنه صحيفة صفراء إيرانية ولم تثبت عنه إطلاقا.. وقد اعتادت بعض الصحف الإيرانية أن تتقول على هذا الرجل تحديداً لما يأسوا من أن يأخذوا منه موقفاً صريحاً.. وكل كلمات الأستاذ خالد في إيران مسجلة صوت وفيديو.. ولن تجد حضرتك في أي منها إطلاقا أقوال "مثل الخوميني ولي أمر المسمين..أو أن حماس هي الابن الروحي للخوميني" وغيرها من الخزعبلات التي حاول الشيعة بثها عن الأستاذ خالد لما يأسوا من اخذ موقف منه كما قلنا.."جميع تسجيلات قادة حماس في كل العالم تكون موجودة على المركز الفلسطيني للإعلام"

سابعاً وأخيرا: هناك ربما فهم مغلوط لدى بعض مشايخنا الأفاضل عن حماس.. وهو إبراز أن الشيخ نزار رحمه الله كان السلفي الوحيد في حماس.. وهذا فهم اعتقد انه قد جانبه الصواب.. من عدة أوجه ..

الأول: أنه لنفرض أن هذا الكلام صحيح.. فهل كان السلفي الوحيد سيصبح عضواً في مكتب حماس السياسي وهي أكبر هيئة في حماس بينما كل الكوادر والقيادات إخوان.. بمعنى آخر.. كيف سيصبح قائداً بارزاً بشدة في حركة بينما كل أعضائها مختلفون معه فكرياً؟؟ هل هذا منطقي؟

ثانياً: كما قلنا هناك العشرات من أبناء القسام ممن فكرهم سلفي جهادي أو من يطلق عليهم في غزة.. جماعة "جلجت" نسبة إلى أنشودة أبو علي الشهيرة..."وإن كانوا في النهاية يتحركون في الإطار الفكري العام لحماس.. وهذه حقيقة من مميزات حماس الكثيرة.. الإطار الواسع الذي يتسع للكثيرين طالما متفقون على قاعدة واحدة.!

إذن الأمر ليس أن الشيخ رحمة طفرة سلفية وسط غابة اخوانية.. إنما حماس ربما نموذج فريد جمع بين الفكر السلفي والاخواني في إطار يقرب بينهما تحت راية الجهاد..!

حماس كإخوان تختلف بشدة عن إخوان مصر وتتجاوز كثير من مشاكلهم التنظيمية والقيادية ومخالفاتهم الشرعية "يعني أبسط مثال.. إن حضرتك ستلاحظ أن كل كوادر وقيادات حماس ملتحية ونادراً ما يكون أحدهم غير ذلك"..وأنت كانت لها بعض الأخطاء التي ربما تعاتب عليها لكن في المجمل هي تختلف عن إخوان مصر كثيرا..!

أخيرا: والله هو ليس تعصباً لحماس.. إنما محاولة لتوضيح الموقف وفي نفس الوقت دعوة للنصرة.. أننا نحن الجئناهم لهذا وجعلناهم يضطرون لهذا التعامل.. فهلا كففناهم هذا وأوجدنا لهم طرقاً بديلة..!

في النهاية: أتمنى على حضرتك قراءة اللقاء الذي أجراه الشيخ ناصر العمر ومجموعة من علماء السعودية مع الأستاذ أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان وفيه تطرق لهذه النقطة.. على هذا الرابط

http://almoslim.com/node/105241

جزاكم الله خيراً أستاذي ومعلمي وشيخي على سعة صدرك...واسأل ربي أن يجمعني بك في جنان عدن.."

www.salafvoice.com