الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأولاً: أرجو أن تراجع الفتوى الملحقة المنشورة، وفيها نقل كلام أهل العلم في تعزية الكافر بكافر، وستجد فيها من كلام أهل العلم في استعمال ألفاظ يَفهم السامعُ منها معنى في المواساة، وهم يقصدون معنى آخر، نحو: "لا نقص الله عدوك"، مع أننا لم نستعمل مثل ذلك في التعزية المذكورة، بل كانت ألفاظًا تذكِّر بملك الله -سبحانه- وبقائه، دون ما ذكره العلماء.
ثانيًا: نحن لم نعزِ في كسر صنم، ولكن في الموت، وهو حدث جلل لكل مخلوق، وقد قف النبي -صلى الله عليه وسلم- لجنازة يهودي حين مرت به، وقال: (أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟!) (متفق عليه).
فقياسك الذي ذكرتَ على مَن عزَّى وواسى عابد الصنم غير صحيح؛ وإلا فكيف تفهم رسائل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ملوك الأرض وفيها: "إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ" (متفق عليه)، ونحوه؟!
وهل ذلك إلا لمراعاة المصالح المعتبرة ودرء المفاسد؟!
وأما المسألة الثانية: فهل يلزمني في كل موطن أن أقول كل ما نفسي من مشاعر صباحًا ومساءً؟!
ألا يكفي ما صرحنا به مِن عدم جواز الاستغفار والترحم، وتلاوة الآيات الواضحة الصريحة والتصريح بانطباقها عليهم؟!
والله ما أدري ما يريد الإخوة المنتقدون بعد هذا؟!
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com