الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهل قلنا عمَن نعلم كفره ونفاقه: اختاروه رئيسًا أو قائدًا؟!
الخلاف هو في توصيف الواقع، فنحن لا نرى مَن دعونا الناس لانتخابه كافرًا الكفر الأكبر، ولا منافقًا النفاق الأكبر، ولم تقل الدعوة يومًا إنها تقبل العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة والحياة كلها، أو الديمقراطية الغربية التي تتضمن إثبات الحكم للناس لا لله!
وإنما قلنا: إن آليات الديمقراطية مِن انتخاب وتداول السلطة، وتقسيم السلطات، ونحو ذلك، إذا كانت تحت مظلة مرجعية الشريعة؛ لا تصادِم اعتقاد انفراد الرب بالحكم "ولو كانت فيها مخالفات عملية"، وبعض الصور محل اجتهاد.
وأما الوطنية: فما كان مِن حفاظٍ على أوطان المسلمين وبلادهم، والدفاع عنها والحرص على مصلحتها ورفعتها، ودفع الفساد والفوضى عنها دون إهدارٍ لثوابت الدين ورابطته الأصيلة داخل المجتمع المسلم؛ فهي معانٍ صحيحة لا يجوز إهدارها، وأما التي نردها ونرفضها فهي التي تُجعل بديلًا عن رابطة الدين، وتهدم ثوابته وقواعده مِن أجل إثباتها وإحلالها بديلًا عنه في مقاصد الناس.
ولا تنسَ أن في قصة "أصحاب الأخدود" كان الملك كافرًا يدعي الألوهية؛ فطبـِّق ذلك على صورة الدخول تحت الأحزاب الكافرة، والقيادة الكافرة طوعًا.
موقع أنا السلفي