الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

خواطر إيمانية (1)

خواطر إيمانية (1)
أحمد فريد
الاثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٠:٢٠ ص
531


خواطر إيمانية (1)


هم الداعية هداية الخلق


كتبه/ أحمد فريد


ينبغي أن يكون هم الداعية هداية الخلق، وله في الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام أسوة، قال الله –عزوجل- لنبيه صلى الله عليه وسلم {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 3] ولحرص الأنبياء الكرام على هداية الناس صبروا على آذاهم وتلطفوا معهم في الخطاب؛ فهذا نوح عليه السلام {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)} [الأعراف: 60 – 63[. وهذا هود عليه السلام: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) } [الأعراف: 66، 68[ وهذا شعيب عليه السلام {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)} [الأعراف: 88، 89[ وهذا مؤمن ال ياسين لشدة حرصه على هداية قومه لما قتلوه وعاين كرامته –عزوجل- {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) } [يس: 26، 27] فنصح قومه في حياته وبعد مماته. وهذا الغلام في قصة أصحاب الأخدود بذل نفسه من أجل هداية قومه، وكان من ثمرة بذل نفسه قول الناس (آمنا برب الغلام) فينبغي على الداعية أن يكون أكبر همه هداية الناس، ويعينه على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا) وقوله صلى الله عليه وسلم: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك أن يكون لك حمر النعم). والهداية تنقسم إلى نوعين: النوع الأول: هداية البيان. وهي التي يقدر عليها الرسل وأتباعهم، قال الله –عزوجل- لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52[ النوع الثاني: الهداية الكاملة. بمعنى خلق الهدى في قلوب الناس، وشرح صدور هم للإسلام قال –تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56]، وقال –تعالى-: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125[ وهذا النوع من الهداية لا يقدر عليه أحد إلا الله، عزوجل. ونحن نسأل الله –عزوجل- أن يهدينا الصراط المستقيم في كل ركعة، والصراط المستقيم هو العلم النافع والعمل به، فنحن نسأل الله عز وجل في كل ركعه مزيدًا من الهداية، والله –تعالى- يقول: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17]، فالله –تعالى- يكافئ على الهداية بالهداية كما يكافئ على الحسنة بالحسنة فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها. فالداعية الصادق همه هداية الناس، فهو لا يهدف إلى مزيد من الشهرة أو كثرة الأتباع، أو عرض زائل من أعراض الدنيا، ولكنه يهدف إلى هداية الناس، نسأل الله –تعالى- الهداية إلى صراطه المستقيم. {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108] ، عن أبي الدرداء رضي لله عنه قال : "ما تصدق مومن بصدقة أحب إلى الله تعالى من موعظة يعظ بما قومه، فيتفرقون وقد نفعهم الله عز وجل بها"، وقال سفيان الثوري: "لا أعلم من العبادة شيئا أفضل من أن يعلم الناس العلم".


والله الموفق.


أعلى النموذج


أسفل النموذج



موقع أنا السلفي


www.anasalafy.com