الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

شبهات الملاحدة (10)

إن الأحافير العلمية لا تثبت بيقين وجود بشر قبْل آدم -عليه السلام-، ولا تفي بدليلٍ قاطعٍ على ذلك..

شبهات الملاحدة (10)
إيهاب شاهين
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٨ - ١٥:٥٥ م
1227

شبهات الملاحدة (10)

كتبه/ إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الشبهة الثامنة: أن آدم -عليه السلام- ليس أبًا للبشر!

كان مما استدل به أصحاب هذا الزعم -مِن أن آدم عليه السلام ليس أبًا للبشر!-: بعض الحفريات القديمة التي ترجع إلى أكثر مِن مليون عام؛ الأمر الذي يدل على وجود بشرٍ قبْل الإنسان الذي لا يتجاوز عمره على الأرض أربعين ألف سنة.

والجواب على هذه الشبهة:

ظهر مِن المفكرين مَن قال: إنهم وجدوا الدليل على آن آدم المذكور في القرآن ليس هو أول البشر، مِن خلال ما اكتُشف مِن الأحافير القديمة لعظامٍ وجماجم بشرية، منها أحفورة إنسان سابيان، وعمرها 130 ألف سنة، وأحفورة إنسان روديسيا، وأحفورة إنسان هيدلبرج، واكتشفت أحفورة إنسان كينيا، وقُدِّرَ عمره بنحو مليون وتسع مئة ألف سنة!

وفي عام 1972م نشر "ريتشارد ليكي" أحد علماء الأنثروبولوجي (علم الإنسان) أنه اكتشف في كينيا بقايا جمجمة، يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف المليون مِن السنين، وهو أقدم أثر لبني البشر، وزعم "تشارلز داروين" في القرن التاسع عشر أن الإنسان الحالي انحدر مِن سلالة القردة، وأنه كان يمشي على أربع منذ مليون سنة مضت، ثم انتصب على قدميه بعد ذلك؛ إلا أن نظرية ريتشارد ليكي عارضته بشدة، وأكَّدت أن الإنسان كان يمشي منتصب القامة منذ مليونين ونصف المليون مِن السنين، وندرك نحن مِن قراءة القرآن الكريم وقصص الأنبياء فيه أن آدم لا يتجاوز الثلاثين ألف سنة مضت.

وزعم قوم آخرون: أن ما قالته الملائكة لربهم عند خلق آدم يدلُّ على أنهم شاهدوا آدم آخر مِن قبْل! وشاهدوا نسله منتشرين في الأرض، يفسدون فيها ويسفكون الدماء، ويدعم هذا الرأي -في نظر بعض المفكرين- أن الأحافير القديمة، مثل: أحفورة جاوة، أو أحفورة روديسيا، وغير ذلك مِن الأحافير القديمة تشير إلى أكثر مِن آدم ظهر على هذه الأرض، قبْل آدم الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، وأن آدم الذي نعرفه ليس هو أول البشر!

وفي الحقيقة: يظل رأي هؤلاء حول هذه المسألة حبيس النظر أو الخيال العلمي الذي لا يخرج إلى حيز الواقع أو الإثبات العلمي؛ وذلك لأن الأحفورة لا تثبت يقينًا -بحالٍ مِن الأحوال- أنها لبشر كان قبْل آدم على الأرض، فربما ترجع هذه الأحفورة لحيوانٍ آخر أو لنوعٍ مِن القرود، وليس بالضرورة لإنسان.

فالأحافير القديمة لا تدل على وجود آدم آخر قبْل آدم الذي نعرفه؛ لأن الأحافير هي أشكال صخرية أو معدنية لمخلوقات طُمرت في الأرض زمنًا طويلًا، فاستُبْدِل السيلكون أو أملاح معدنية أخرى في الصخور بالمواد العضوية في الجسم المطمور، ومِن ثَمَّ؛ لا يمكن أن نقطع برأيٍ علمي عن الأصل الوراثي للأحفورة إن كانت لإنسانٍ أو لنوعٍ مِن القرود قريب الشبه بالإنسان.

ويتعرف العلماء على نوع الأحفورة مِن شكلها الخارجي فقط، ولكن هذا التعرف ليس مؤكَّدًا علميًّا؛ إذ يستحيل على العلم أن يتعرَّف على جنس المخلوق ونوعه إلا بفحص شفرته الوراثية الموجودة في نواة خليةٍ مِن خلاياه، ولما كانت الخلايا قد تحلَّلتْ تمامًا واختفت، وحلَّ محلها عناصر مِن صخور الأرض؛ فإن العثور على أحفورة وفحصها لا يعيننا أبدًا على التعرف على خلقها علميًّا، أو تحديد نوعها وراثيًّا.

ومِن هنا: لا يمكن أن نقطع علميًّا بأنها لإنسان؛ إذ يستحيل علينا أن نفحص الحامض النووي فيها، وقال العالم "جوهانز هورذلر" سنة 1856م أنه عثر على فك إنسان يرجع تاريخه إلى عشرة ملايين سنة، فمِن أين عرف أنه إنسان؟!

وفي سنة 1972م اكتشف "ريتشارد ليكي" -أحد علماء الأنثروبولوجي (علم الإنسان)- في كينيا بقايا جمجمة يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف المليون عام، وقال: إنها أقدم أثر مِن نوعه للإنسان الأول. ولكن مَن أدراه أنها جمجمة إنسان؟! لا يقطع بذلك إلا علم الوراثة، وعلم الوراثة لا دخل له مطلقًا في تحديد جنس الأحافير.

وعلى هذا؛ فإن الأحافير العلمية لا تثبت بيقين وجود بشر قبْل آدم -عليه السلام-، ولا تفي بدليلٍ قاطعٍ على ذلك، وأن الأحفورات التي تم اكتشافها، وترجع إلى ملايين السنين ليس بالضرورة أن تكون أحفورات بشرية، كانت موجودة في هذا الزمن البعيد، فربما تكون لمخلوقاتٍ أخرى أو لجنسٍ مِن الحيوانات الشبيهة بالإنسان: كأنواع القرود والشمبانزي؛ فلا تدل بيقينٍ على وجود بشرٍ على الأرض قبْل آدم -عليه السلام-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً